|
لقد فوجئت جميع الوفود الأجنبية التي زارت سورية واطلعت مباشرة على حقيقة مايجري على الأرض بحجم التضليل الإعلامي التي تمارسه وسائل الإعلام المعادية لسورية وجيشها وقيادتها والفرق الشاسع بينها وبين ما تؤكده الواقائع في الميدان، حيث أن الجيش العربي السوري وحلفائه في المعركة يقومون بالدفاع عن الشعب السوري بكل فئاته وعن مصالحه ضد التنظيمات الإرهابية حاملة المشروع الأمرو – صهيوني التخريبي التدميري، وإن محاولات الإدارة الأمريكية مستمرة لتعطيل أي مشروع حل سياسي فعلي للأزمة السورية الذي يقضي أولاً على تجميع القوى المختلفة باتجاه مكافحة الإرهاب والقضاء عليه فكراً وأدوات قبل أي حديث عن حل سياسي ممكن أن تكتب له الحياة .
وهذا ما يعكس حرص الإدارة الأمريكية على تمرير المزيد من الوقت للمماطلة في تنفيذ الاتفاق لصالح التنظيمات الإرهابية حتى المصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي على إنها تنظيمات إرهابية كتنظيمي داعش وجبهة فتح الشام ( النصرة )، وكذلك قلق الولايات المتحدة من إشهار الإتفاق الذي تم التوقيع عليه بتاريخ 9 / 9 / 2016 بينها وبين روسيا في جنيف حول سورية، وتعطيل الموافقة عليه في مجلس الأمن الدولي لِتُبقي الباب مفتوحا للتنصل من موجباته تحت أية ذريعة، والتي كانت بدايتها العدوان الغادر على مواقع الجيش العربي السوري في دير الزور من قبل ما تُسمى قوات التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت نتيجتها أكثر من 300 ضحية بين شهيد وجريح بحجة الخطأ، في حين كانت عملية مخططة ومبرمجة بشكل دقيق لتفسح المجال أمام تنظيم داعش بالتقدم على حساب الجيش العربي السوري الصامد في مواقعه .
وإن ما ورد في كلمة الرئيس الأمريكي ” باراك أوباما ” في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة عقب اجتماع مجموعة دعم سورية عندما قال : ” إن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في سورية ..ولا يُمكن تحقيق نصر عسكري حاسم وعلينا أن نبذل جهوداً دبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وإيصال المساعدات ..” ما هو تباكي على مصير التنظيمات الإرهابية المحتوم ومستقبلهم الأسود نتيجة الدور البطولي الذي يقوم به الجيش العربي السوري وحلفائه على كافة الجبهات في ملاحقة الإرهابيين وخاصة في حلب وريفها وكذلك في الجنوب ، ومحاصرته للإرهابيين الذين اقتربوا من لحظة الاستسلام، وهذا ما يُخيف الإدارة الأمريكية وأتباعها في المنطقة من خسارة كل شيء دفعة واحدة .
إن مصير سورية ومستقبلها يتم تحديده ورسمه من قبل الشعب السوري وحده دون القبول بأية شروط أو هيكليات مفروضة من الخارج، وإن الجيش العربي السوري الذي قدم التضحيات الجسام، دافع ببسالة وقوة وحمى سورية على مدى السنوات الخمس الماضية من أقذر حرب ظالمة عرفتها البشرية، هو على مقدرة تامة اليوم أكثر من أي وقت مضى على تحرير كافة الأراضي السورية ووضع حد مأساوي ونهائي لكل الأعداء المتربصين بالأرض وخارجها، وإن مستقبل الأمة لن يكون بيد الخونة والعملاء المأجورين الذين يوقعون على صكوك اعتراف بالكيان الصهيوني ويُقاتلون تحت راية العلم الأمريكي والإسرائيلي، مهما طال الزمن أو قصر .
في السبت 01 أكتوبر-تشرين الأول 2016 05:37:08 م