|
|
|
|
|
التمسك بالفكر القومي العربي
بقلم/ د/فؤاد دبور
نشر منذ: 8 سنوات و 10 أشهر و 23 يوماً الخميس 03 يوليو-تموز 2014 06:51 م
تأتي ضرورة الفكر القومي العربي لجماهير الأمة، خاصة وأنه مستهدف من القوى المعادية للأمة وفي مقدمتها الجماعات التكفيرية والقطرية، حيث يكثر الحديث هذه الأيام عن هزيمة هذا الفكر من أعداء الأمة في الداخل والخارج خاصة العدو الصهيوني والإمبريالية الذين يخططون لمشروعات شرق أوسطية، تقوم بتقسيم أقطار الوطن العربي على أسس مذهبية وطائفية وعرقية ويعادون القومية العربية والفكر القومي لأنه يجمع الأمة، ولا يفرقها وأن من أسباب استهداف سورية العربية كونها الحامل الرئيسي لهذا الفكر الجامع.
يحاول أعداء الفكر القومي الاستفادة من الأوضاع العربية الشاذة القائمة التي تمثل صراعات عربية – عربية وهي بالنسبة لهم موت الفكر القومي، وبالتالي موت مشروع الوحدة العربية المستند إلى هذا الفكر متجاهلين أن الوحدة العربية تحتاج إلى نضال طويل وشاق، وتأتي تتويجاً لمراحل تبدأ بالتضامن العربي والتعاون والتنسيق والتكامل الاقتصادي بمعنى أن بلوغ التوحد العربي أو الوحدة العربية يحتاج إلى سلوك الطريق الموصل إليها في نهاية المطاف وإن طال الزمان. لأن الوحدة العربية ضرورة وحق من حقوق جماهير الأمة.
نعترف أن المشكلة في عدم الوصول إلى وحدة العرب ليست في الفكر القومي ولكن في طيف واسع من حاملي هذا الفكر، وكذلك في فهم هذا الفكر ومكوناته ومرتكزاته وأساليب العمل السليمة ووعي أبعاده التاريخية والجغرافية وسيادة التمسك بالقطرية التي لا يمكن أن تكون بديلاً عن القومية، حيث لا يمكن لأي قطر عربي الادعاء بأن القطرية تشكل بديلاً عن التعاون والتنسيق والتكامل السياسي والاقتصادي اللازم لأمن هذا القطر وتحقيق مصالحه في النمو والتطور.
واستنادا إلى هذا الفهم تبنى حزب البعث العربي الاشتراكي والذي يعتبر حزبنا، حزب البعث العربي التقدمي جزءاً فكرياً وعقائدياً وسياسياً منه، النظرية القومية والعربية، وأن الأمة العربية لها الحق الطبيعي في بناء دولتها العربية الواحدة التي تحقق مصالح جماهير الأمة العربية في الحرية والاستقلال والكرامة واستغلال ثرواتها وبناء القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية وبناء الأمن القومي العربي أمام هجمات أعداء الأمة الذين يستهدفون سيادتها وثرواتها وقرارها المستقل، بمعنى أن الوحدة العربية هي التي تحقق كل المصالح القومية العليا للأمة العربية.
وعليه فإن أمتنا الآن أحوج ما تكون إلى التمسك بالفكر القومي العربي باعتباره المرتكز الأساسي لبناء المشروع النهضوي اللازم للتقدم على صعيد كل قطر عربي وعلى صعيد الأمة بكاملها.
وما يؤكد أهمية هذا المشروع اليوم، تعرض الوطن العربي لمحاولات شرسة لتطبيق المشروعات الصهيو– أمريكية – الاستعمارية بهدف إضعاف العرب عبر إنزال المزيد من التجزئة، مما يجعلهم يفقدون أسباب القوة، ويتحولون إلى أدوات تخدم هذه المشروعات إضافة إلى القضاء على الثقافة القومية وروح المقاومة والعزة والكرامة والاستقلال، طبعاً نحن ندرك بأن المشروع النهضوي العربي لا يمكن أن يحققه حزب واحد ولا قطر عربي واحد، بل فإن هذا الحزب وذاك القطر يكون قاعدة الانطلاق نحو التعاون مع الأحزاب المؤمنة بالفكر القومي، وكذلك الأقطار العربية المؤمنة بالعروبة وعليه فإننا نؤكد على قضية حماية الفكر القومي العربي وتطويره ليصبح قادراً على الاتساع، كي يستوعب تيارات الأمة العقائدية والسياسية والفكرية التي تهدف إلى الدفاع عن الأمة واستعادة حقوقها والدفاع عن سيادتها واستقلالها وثرواتها عبر بلورة المشروع الحضاري النهضوي في إطار جامع لكل القوى الحية المناضلة من أجل حماية مصالح الأمة العربية.
كما نؤكد على التكامل بين الفكر القومي العربي والإسلام بعيداً عن القوى التي تدّعي بأنها حامل الإسلام، وهي في الوقت نفسه تشوه الإسلام ومبادئه السمحة عبر قيامها بالقتل والإجرام كطريق دموي للوصول إلى السلطة، وهي بسلوكها هذا الطريق إنما تخدم أعداء الأمة العربية والإسلامية.
ونؤكد على أن الخطوات الضرورية لتطوير الفكر القومي العربي يجب أن تستند إلى عملية تعميق مضامين الوعي العربي على أساس الهوية القومية العربية وفهم أبعاد وأهداف النضال الجامع للعرب لحماية الأمة وتحقيق مصالحها القومية وصيانة وجودها وإعادة دورها التاريخي وجعلها تتبوأ مكانتها في رسم الحضارة العالمية.
ومرة أخرى نعود لنؤكد بأن الوقوف مع سورية العربية إنما هو دفاع عن الفكر القومي العربي وحماية للأمة ومصالحها لأنها الشعلة التي تنير طريق الوحدة والحرية والاشتراكية.
في الأحد 25 مايو 2014 06:47:54 م |
|
|
|
|
|
|
 |