|
|
|
|
|
الإدارات الأمريكية والمشاريع المعادية
بقلم/ د/فؤاد دبور
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 18 يوماً الأربعاء 08 مارس - آذار 2017 06:17 م
تحاول إدارة الرئيس ترامب، مثلما وجدت إدارة الرئيس جورج بوش الابن المبررات لتسويق نهجها وسياساتها القائمة على ضرورة تدخلها بادعاء إخراج المنطقة من مخاطر الإرهاب الذي تمثله "داعش" دون غيرها مع أن العصابات الإرهابية موجودة بمسميات مختلفة معتمدة على حشد عدد من الأنظمة العربية للمواجهة، إضافة إلى تدريب وتسليح ما تطلق عليه بالمعارضة المعتدلة في سورية بالتحديد وكأن هناك إرهابياً معتدلاً وإرهابياً متطرفاً، أوليس هذا بالمنطق العجيب الغريب؟؟ لكنه منطق الإدارات الأمريكية.
هذا وقد تزايدت في الآونة الأخيرة موجة العداء للولايات المتحدة الأمريكية بسبب سياساتها الخارجية المعادية للشعوب، وخاصة الإسلامية والعربية منها، إذ تم منع المواطنين من سبع دول عربية وإسلامية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية بذريعة حماية أمن أمريكا، وها هي تدعم بشكل مباشر الكيان الصهيوني في حروبه العدوانية ضد الشعب العربي في فلسطين، حيث تدعم بشكل مباشر المستعمرات الاستيطانية وترفض إقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين، وتعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس العربية.
كما أقحمت الإدارات الأمريكية، عامة وإدارة الرئيس أوباما ومن بعده الرئيس ترامب حاضراً نفسها في العديد من المشاكل والأزمات في العالم، عامة وفي منطقتنا بشكل خاص بهدف الهيمنة والسيطرة وجعل العالم كله تحت تصرفها متجاهلة بروز الدور الروسي والصيني ومجموعة دول "شنغهاي" ودول البريكس، مثلما تجاوزت الأصوات الكثيرة المعارضة في داخلها التي تحذر من مخاطر التورط الأمريكي في العديد من الدول، حيث تورطت الإدارات الأمريكية في أفغانستان، وما زالت تعاني هناك، وكذلك تورطت في العراق، وخرجت مهزومة مثلما تورطت أيضاً عبر تدخلها في سورية ولبنان ومصر وفلسطين، ولم تحقق سوى الفشل.
ها هي تحاول في هذه الأيام التورط مرة أخرى في المنطقة مستندة إلى نفوذها على أنظمة عربية وعصابات إرهابية، ولا نبالغ عندما نقول: إن مصير تدخلها وحلفها الجديد المنوي أقامته من أنظمة موالية، والكيان الصهيوني مصيره الفشل أيضاً، وذلك بسبب السياسات الرعناء التي تنتهجها فهي لا تريد الإجهاز على الإرهاب إنما تختار عصابة بعينها لتحجمها وليس القضاء عليها لأنها تجاوزت الحدود المرسومة لها وخاصة عندما بدأت بتهديد مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني في كردستان العراق، حيث وجود قاعدة استخبارية صهيونية- أمريكية تقوم بدور التجسس على البلدان المجاورة.
عندما نقول: إن مصير سياساتها هو الفشل لأننا نعرف جيداً ومن تاريخ الولايات المتحدة نفسها أن غطرسة القوة الغاشمة لا تنجح في كسر إرادة الشعوب وإن نجحت في الخراب والقتل والتدمير لكننا نحتاج حتى نواجه المشروع الأمريكي إلى وحدة وطنية جامعة في كل قطر عربي، وذلك عبر مقاومة سياسة الإدارات الأمريكية الهادفة إلى تقسيم الشعب في العديد من أقطار الوطن طائفياً وعرقياً ومذهبياً ودينياً مقاومة هذه السياسات بكل الوسائل، وفي المقدمة منها نشر الوعي واتباع الديمقراطية وإطلاق الحريات المسؤولة للمواطنين وتحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب الواحد.
وكذلك نشر فكر وثقافة المقاومة كوسيلة رادعة ومقاومة لهذه المشاريع، مثلما نحتاج إلى التنسيق والتضامن والعمل العربي المشترك، ونشر الفكر القومي، والتمسك بالهوية القومية للأمة، وتغليب المصالح القومية على المصالح القطرية الضيقة.
نعود للتأكيد على أن الإدارة الأمريكية الحالية ترتكب الخطيئة نفسها التي ارتكبتها إدارات سابقة، حيث أوجدت العصابات الإرهابية لمواجهة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، واستعانت أيضاً بأموال عربية ومقاتلين من أقطار عربية وإسلامية، فارتدت عليها، وأقدمت على اكبر عملية إرهابية في الحادي عشر من أيلول في قلب مدينة نيويورك.
وها هي العصابات الإرهابية التي استهدفت الدولة السورية يخرج بعضها على الطاعة الأمريكية والأنظمة الداعمة مرة أخرى.
نؤكد للرئيس ترامب أن مشروعه بإقامة مناطق "آمنة" في سورية سيكون مصيره الفشل، فسورية عصية على القسمة والتقسيم، فوحدة سورية أرضاً وشعباً خيار مقدس للشعب والقيادة في سورية دونه بذل التضحيات مهما كبرت.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــــؤاد دبــــور |
|
|
|
|
|
|
 |