بكل الفخر والاعتزاز تأتي الذكرى فى السابع من نيسان جاء فجر نيسان مشرق بعدعتمة ليل الطويل ومنه شعّ الضياء هو فجر مخلّد يعربي وحديد من خلفه شهداء من ذرا قاسيون أشرق الصباح فاستنارت بولد حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي من ضمير الأمة التي عانت لعهود طويلة من سيطرة القوى الاستعمارية والإقطاع والبرجوازية المرتبطة بالأجنبي، والتي عاثت في الأرض فساداً من خلال اتباع سياسة "فرّق تسد"، وعملت على تحويل المجتمع إلى مجتمع متخلف تسوده العشائرية والقبلية والطائفية، وينتشر فيه النهب والاستغلال من قبل الأقلية الحاكمة..
ان البعث العظيم جاء من صفوف عامة الجماهير العربية كحزب تأسس في دمشق قلب العروبة النابض، في سوريا العام 1947 تحت شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ،وأهدافه وحدة حرية اشتراكية وهي تجسد الوحدة العربية والتحررمن الاستعماروالإمبريالية وإقامة النظام الاشتراكي العربي,بمزيج من الاشتراكية، والقومية العربية والعلمانية، تبنى المبدأ السياسي ويعمل أيضاً على أساس الانقلاب الشعبي ضد الحاكم الظالم أو العميل أو من يواكب الاستعمار، أو العروبة هي الإيمان بأن الشعب العربي شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح وبأن دولة عربية واحدة تقوم لتجمع العرب ضمن حدودها من المحيط إلى الخليج ،اكتسبت القومية العربية مدًا جديدًَا شعبيًا نتيجة الثورات العربية وظهور تيار شعبي عربي يدعو لوحدة عربية يقودها الشعب، لا الأنظمة المتسلطة التي ركبت موجة القومية دون أن تنجز شيئاً يذكر في هذا الاتجاه،وبمزيد من الإصرار على مواصلة مسيرتنا النضالية تحيي لكل بعثى فى هذه الامة من محيطها الى خليجها بعد غدا تاتى الذكرى السبعين لميلاد حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي جاء تأسيسه فى السابع من نيسان عام/1947/ليشكل منعطفاً تاريخياً في مسيرة شعبنا المعاصرة ونقطة الانطلاق لبعث الأمة العربية ووضعها على دروب التطور والتنمية والعمل لتوحيد طاقاتها وقدراتها وتعزيز صفوفها في مواجهة التحديات والأخطار التي تتعرض لها ،وضد الواقع العربي المظلم,واقع الاستغلال والقهر والحرمان والتخلف والاستعمار.. كانت ولد البعث العظيم حزباً لكل الكادحين من شعبنا ليكون قدر الأمة في مواجهة التحديات والأمراض الاجتماعية والسياسية والأنظمة الفاسدة وإيذاناً بانبلاج فجر جديد يحلل الواقع ويضع الحلول المناسبة..ومن هنا فالبعث لم يكن حركة إقليمية متعصبة,ولا تنظيماً مغلقاً,بل كان حزباً ثورياً جماهيرياً معادياً للاستعمار والرجعية,ومدافعاً عن حقوق ومصالح الفقراء والكادحين ومعبراً عن أمانيهم المشروعة..حيث انطلق من ضمير الأمة العربية حركة ثورية تتفاعل مع الجماهير, تتحسس آلامهم وأفراحهم,وتزكي فيهم روح التمرد على الواقع الفاسد,واقع التخلف والجهل والعشائرية والطائفية والأنظمة الرجعية المرتبطة بالاستعمار الغربى والصهيونية..وتنير للشعب طريق التحرر والخلاص والتقدم وتفجر طاقاته المبدعة الخلاقة لبناء غده المشرق وتحقيق أهدافه الكبرى فى الوحدة والحرية والاشتراكية..لقد بدأ حزبنا بأعداد صغيرة من مناضليه لكنه استطاع خلال فترة قصيرة أن يقود جبهة النضال حتى يومنا هذا ضد قوى الرجعية..ومن هنا فالولادة لم تكن حدثاً مرحلياً ولا تحولاً بسيطاً في تاريخ ومجريات الأحداث السياسية التي مرت على أمتنا و المنطقة العربية وإنما كانت انعطافاً حاداً وتحولاً جذرياً في مسيرة أمتنا,وتجسيداً لتطلعات الجماهير الكادحة. لقد أثبت حزبنا منذ ولادته صوابية الطريق الذي يسلكه نحو تحقيق أهدافه فأمسك بناصية الزمن متسلحاً بجماهيره الشعبية لصنع مستقبل الامة العربية المشرق في تعامله مع الواقع الذي أعطى ثماراً يانعة وانتصارات وإنجازات كبيرة..
وأبدع الحزب صيغاً علمية وفكرية وتنظيمية متطورة تعيشها جماهيرنا واقعاً يومياً من الإنجازات التي لا تنتهي..وكما كانت دراسة الواقع التاريخي والإنساني لامتنا،وتطور حركة التحرر العربية يثبتان أن البعث لم يكن حركة عفوية متعصبة,ولا طفرة طارئة أوجدتها ظروف محلية وأحداث مرحلية,وإنما كان نتيجة حتمية لمجمل الظروف والأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشها الوطن العربي آنذاك... فولادته كانت طبيعية لأنه ولد من رحم الشعب العربي الكادح,من جوع الناس وآلامهم,في أكواخ الفقر وسهول القمح وبيوت الطين ومعاول وعرق الكادحين الطيبين,من ضمير الشعب ووجدان الأمة كانت الولادة..ضد الواقع العربي المظلم,واقع الاستغلال والقهر والحرمان والتخلف والاستعمار.. ولد البعث حزباً لكل الكادحين من شعبنا ليكون قدر الأمة في مواجهة التحديات والأمراض الاجتماعية والسياسية والأنظمة الفاسدة وإيذاناً بانبلاج فجر جديد يحلل الواقع ويضع الحلول المناسبة..
إن المتتبع للأحداث التي شهدتها منطقتنا العربية منذ بداية القرن العشرين حتى نهاية أربعينيات القرن سوف يُدرك حجم الأحداث والمُتغيرات الكبيرة والسريعة التي شهدتها منطقتنا العربية في تلك الفترة وهي أحداث لم تكن وليدة الصدفة أو ناتج طبيعي فرضها الواقع المُعاش للحياة اليومية كسائر بقية بلدان العالم بل كانت أحداث ممنهجة ومدروسة ومخطط لها بكل دقة وعناية من قبل أعداء الأمة والتي ندركه جيدا الأهداف الواقفة خلف الدور الأمريكي القذر في سورية واليمن وليبيا وقبلهم في فلسطين وهو دور يصب في خدمة الكيان الاستيطاني الصهيوني الغاصب والذي تلعبة واشنطن بطريقة مكشوفة منذ قرابة 70 عاما تدركه قيادته كوادرنا في حزبنا حزب البعث في كل أقطار الوطن العربي ،منذ وقت مبكر وسبق لنا أن حذرنا من نفاق ومؤامرة واشنطن منذ وقت طويل ولانزل نؤمن أن دور واشنطن لن يكون يوما دورا إيجابيا بل تأمريا وعدوانها اليوم على الأراضي العربية في سورية أو في اليمن وليبيا أو في أي قطر عربي إنما هدف هذه المواقف الأمريكية العدوانية هو تطويع الإرادة العربية الحرة المتطلعة لحياة الحرية والاستقلال والسيادة والعيش بكرامة فوق أرضه وتحت الشمس بعيدا عن كل اشكال الوصاية الامبريالية القذرة الحارسة للصهيونية ومشاريعها الاستيطانية التوسعية الهادفة إلى تحقيق الحلم الصهيوني ( حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل.!) صحيح أن الولادة الرسمية للحزب كانت في السابع من نيسان عام 1947 لكن الولادة الحقيقية كانت قبل ذلك بكثير..لذلك كانت الولادة بذرة ثورية طيبة في رحم طيب, وأرض طيبة خيرة أعطت ثماراً طيبة,بان الأمة العربية امة واحدة يجمعها اللغة والأرض وحرية الانتماء والفكربقضايا الوطن ومصالح الشعب العربي وحقه في تقرير مصيره والدفاع عن أرضه ضد كل أشكال الاحتلال بوعي شعبها وتلاحمه والتزامها بمواقف ومبادئ حزب البعث الوطنية والقومية الداعمة لكل أشكال النضال من أجل استعادة الحقوق العربية المغتصبة..
واليوم نحتفل مع جماهيرنا العربية بالذكرى السبعين في السابع من نيسان "2017م "لتأسيس حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي، هي مناسبة لنؤكد على عهداً كبعثيين لمراجعة مسيرتنا النضالية الغنية، بتجرّد، وعمق، وصدق، وجرأة، وروح قومية عالية، للوقوف عند مواقع الإخفاق وسلبياتها والعمل على تطويقها وتجاوزها لاجل مواصلة المسيرة النضالية في أداء الحزب العظيم وفعله وصولاً إلى المجتمع العربي المنشود وتحقيق أهداف أمتنا القومية..
تحية إلى المناضلين البعثيين في أرجاء الوطن العربي الكبير
تحية إلى روح شهداء حزبنا العظيم وشهداء الأمة العربية
عضو القيادة القطرية
رئيس مكتب الامانة والاعلامي
لحزب البعث العربي الاشتراكي - قطر اليمن