الثائرأبو جهاد المناضل الشهيد الثائر العربي ناصر آلسعيد الشمري (1923 - 1979) إعلاميا وسياسيا، ألف كتاب عن آل سعود وسلط الضوء على جرائمهم وسياسة نظامهم تجاه نجد والحجاز والأمة العربية وكان شاعرا وصاحب قصيدة " لست سعودي أنا عربي أصيل"، غادر صنعاء عام 1967م وظل متنقلا بين القاهرة ودمشق وليبيا وبيروت وغيرها من الدول وصدرت أوامر ملكية بتصفيته عام 1979م الذي ولد في مدينة حائل شمال وسط سلطنة نجد عام 1923 أي بعد سقوط حائل بيد عبد العزيز آل سعود بعام واحد، يُعتبر أول معارض لنظام حكم آل سعود في السعودية منذ نشوءها عام 1932.
وكما انتقل إلى الظهران عام 1947 للعمل في استخراج النفط وتكريره مع شركة أرامكو وعاش مع بقيه العمال السعوديين ظروفاً معيشية صعبة فقاد مع زملاءه هناك سلسلة من الإضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والسكنية ورضخت الشركة لمطالبهم، وفي عام 1953 قاد ناصر السعيد انتفاضة العمال للمطالبة بدعم فلسطين وتم اعتقاله وأرسل إلى سجن العبيد في الإحساء وافرج عنه لاحقاً، وبعد وفاة الملك عبد العزيز أقيم حفل استقبال للملك الجديد سعود في مدينة حائل ألقى فيه ناصر السعيد خطاباً طالب فيه بإعلان دستور للبلاد وبإصلاح وتنظيم الموارد المالية للدولة وحماية الحقوق السياسية وحقوق حرية التعبير للمواطنين وحقوق الشيعة، وفي عام 1956 غادر من حائل إلى مصر بعدما أخبره عبد الرحمن الشمراني عن صدور أمر بالقبض عليه وإعدامه..

أشرف السعيد في القاهرة على برامج إذاعية معارضة لحكم آل سعود في إذاعة صوت العرب ثم انتقل إلى اليمن الجنوبي عام 1963 الستينيات بصنعاء والسبعينيات وانشأ مكتب للمعارضة هناك وتقابل هناك مع أحد العسكريين الشباب المنشقين وهو المعارض عبد الكريم أحمد مقبل القحطاني وقد اشتركا لاحقاً في تأسيس تنظيم اتحاد شعب الجزيرة من القاهرة منتصف الستينيات، انتقل السعيد بعدها إلى دمشق بعد انتهاء الحقبة الناصرية الثورية بمصر بموت الرئيس المصري جمال عبد الناصر ثم وفي زيارة إلى بيروت اختطف فيها في 17 ديسمبر 1979 بتعليمات لصالح أسرة بني سعود حيث استدرجه أحد أصدقائه بحجه إجراء بعض المقابلات مع صحف أوربية سلم بعدها للمخابرات النظام السعودي التكفيري واغتياله ناصر السعيد في بيروت عام 1979 عبر عملاء سعوديين ولا يُستبعد أن لصحفي فرنسي وعضو في منظمة التحرير الفلسطينية وهو عطا الله عطا الله أبو الزعيم والسفير السعودي في لبنان الفريق علي الشاعر يداً في اختطافه، وبعد حوالى أكثر من ثلاثين عاماً على مرور الحادثة، كشف الحارس البريطاني لأمراء بتي سعود مارك يونق أن ناصر السعيد لم يتم التخلص منه في السعودية عام 1979 كما قيل سابقاً بل أنه تمّ التخلص منه في لبنان بعد اختطافه بأمر من الأمير فهد ورمي جثمانه من طائرة على السواحل اللبنانية وترك أشلائه وجسده الممزق نهباً وغذاء لضواري والوحوش، وأكد يونق أن مصدر معلوماته هو من الملك فهد شخصياً، ولا تزال زوجة السعيد أم جهاد تنتظره بعد مضي أكثر من ثلاثين عاماً من اختفاءه والتي حمّلت الحكومة السعودية مراراً المسؤولية الكاملة عن اختطاف زوجها المناضل ناصر السعيد..حيث اتهمت زوجته المملكة السعودية بالمسؤولية عن مصيره بعد ثلاثين عاماً من غيابه في ظروف غامضة في العاصمة اللبنانية عام 1979 وروت السيدة أم جهاد قصة اختفائه في فيلم وثائقي أذاعته قناة الحوار، كما تنقل روايات سمعتها من رفاق زوجها في النشاط السياسي الناقد للحكم في المملكة العربية السعودية ومن بعض معارفه وأصدقائه في بيروت ودمشق، وتؤكد ام جهاد أن الذي أزعج السلطات السعودية فيما يبدو هو انتقاد ناصر السعيد للطريقة التي تعامل من خلالها النظام مع مجموعة جهيمان العتيبي الذي قاد تمرداً في اليوم الأول من شهر محرم عام 1400 للهجرة الموافق للرابع من كانون الأول / ديسمبر 1979 للميلاد داخل الحرم المكي معقتداً بأن المهدي المنتظر عبد الله القحطاني ظهر وتوجب على المسلمين مبايعته، ورغم أن المرجح أنه تمت تصفية المعارض ناصر السعيد بعد اختطافه مباشرة، إلا أن أم جهاد لا تزال تنتظر عودة زوجها وأبي أولادها..
لن ننساك أيها الشهيد أبو جهاد ناصر السعيد الشمري ستبقى حيا فينا شهيدا خالدا شامخا في قلوب احرار امتك بمواقفك الوطنية والقومية ،والإنسانية الشامخة في تاريخ الجزيرة والعالم العربي .. السلام على روحك الطاهرة
