منذ احتلال القدس عام1967, تواصل إسرائيل تنفيذ أعمال وإجراءات تهويد مستمرة لتجعل من المدينة المقدسة عاصمة موحدة لها، فهناك مشروع استيطاني في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، وفي حي جبل أبوغنيم، تقوم سلطات الاحتلال ببناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية.
وهناك مخطط خبيث لاستقدام أكثر من مليون يهودي لتوطينهم في المدينة بحلول عام2020.
وهناك قرار من بلدية القدس الغربية بهدم عشرات المنازل في حي البستان في سلوان التي تعتبرها إسرائيل جزءا من التراث اليهودي في القدس الشرقية وطرد1500 من أهالي الحي.
وهناك قرار اتخذته السلطات الإسرائيلية بترحيل60 ألف فلسطيني من مدينة القدس وهدم منازلهم.
وأخيرا وليس آخرا، قرار تحويل أسماء المدن والقري الفلسطينية الي أسماء عبرية يهودية.
يجري ذلك كله جهارا نهارا في ظل حالة التشتت والضعف العربي والإسلامي وانقسام فلسطيني مخز، وأيضا في حماية موقف دولي منحاز للدولة العبرية برغم استهانتها بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الصادرة لصالح العرب في قضية القدس.
ويتضح من كل ذلك أيضا, أن القدس هي محور الأطماع اليهودية, واذا كانت إسرائيل تغلف هذه الأطماع بغلاف ديني, إلا أن وراءها أسبابا سياسية, وللأسف نحن مازلنا نصدق ـ وبنيات طيبة ـ أن إسرائيل تريد السلام، ولا ندرك أنها تريد لنا الركوع والاستسلام.
وهذا واضح تماما من تصرفات إسرائيل، فبينما نحن العرب، نعلن كل يوم أن السلام خيار استراتيجي، فإن الإسرائيليين لا ينفذون ما وقعوا عليه من وثائق ومعاهدات واتفاقيات.
إن السلام وهو الحلم المفتقد لمنطقة الشرق الأوسط، هو نقطة البداية لفهم حقيقية المستقبل الذي لن يكون لصالح التطرف وفرض السلام بمفاهيم عنصرية، ولن تعيش إسرائيل ما لم تتعايش مع الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في ضوء المبادرة العربية للسلام.