التاريخ : الجمعة 09 يونيو-حزيران 2023 : 11:10 مساءً
عبد الحميد غانم
طباعة المقال طباعة المقال
عبد الحميد غانم
المعاني الإنسانية لرسالة البعث الخالدة

بحث

  
العرب ومؤتمر هرتسيليا 2012
بقلم/ عبد الحميد غانم
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر
الخميس 08 مارس - آذار 2012 07:20 م

قد المؤتمر الثاني عشر للدراسات السياسية والإستراتيجية الإسرائيلي المعروف بمؤتمر هرتسيليا خلال الفترة ما بين 30 كانون الثاني الماضي و الثاني من شهر شباط الجاري

ويأتي هذا المؤتمر في إطار سلسلة مؤتمرات سنوية بدأت قبل ما يزيد على عشر سنوات، إذ انعقد المؤتمر الأول مع نهاية العام 2000 تحت عنوان «ميزان المناعة والأمن القومي في إسرائيل»، وذلك في «المركز المتعدد المجالات» في منطقة هرتسيليا، و هي مدينة تم تشييدها على أنقاض قرية فلسطينية دمرها العدو، هي قرية «سيدنا علي» وجرى إطلاق اسم هرتسيليا عليها تيمناً باسم تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية وتبلغ مساحتها حوالي26كم ² ويصل عدد سكانها إلى 84,200 ألف نسمة، وتقع في الساحل الأوسط لفلسطين المحتلة.

يعد مؤتمر هرتسليا من أهم المؤتمرات في كيان العدو، هو مؤتمر ينظمه المركز المتعدد التخصصات في هرتسليا، والذي يعنى بالشؤون الإستراتيجية الخاصة بكيان العدو والمنطقة والعالم. ويشارك فيه كل من رئيس كيان العدو، ورئيس وزرائه، والقائد الأعلى لجيش حرب العدو، والمرشحين الرئيسين للمناصب السياسية رفيعة المستوى.

مؤتمر هرتسيليا تاريخياً:

     تأسس مؤتمر هرتسليا عام 2000 بمبادرة من "عوزي آراد "وهو ضابط سابق في الموساد, وشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, ومازال في هذا المركز حتى الآن هو قيام النخب الإسرائيلية في الحكومة والجيش و المخابرات والجامعات ورجال الأعمال وضيوف من المختصين الأجانب من الولايات المتحدة وأوروبا لمناقشة مستقبل كيان إسرائيل ووضعها الحالي اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً وبحث الأخطار المحيطة في الدولة من الداخل والخارج في دول الجوار وفي الإقليم وفي العالم تحت عنوان هدف استراتيجي هو " المنعة القومية للدولة والمجتمع الإسرائيلي " ويعتبر العقل الجماعي الاستراتيجي المفكر للدولة.

والبارز في مجمل المؤتمرات السنوية التي عقدت طيلة الأعوام السابقة لهرتسيليا، أنها تأتي في إطار سعي العدو الإسرائيلي المتواصل لإحكام السيطرة على الأرض والإنسان والثروة في فلسطين، ولاحقاً للسيطرة على الأمة وإقامة إمبراطورية «إسرائيل الكبرى» المزعومة.‏ ويهتم هذا المؤتمر بالدرجة الأولى بما يسميه العدو بالمسألة الديمغرافية وما يتعلق بمسائل أخرى مثل الهوية والتعليم والإستراتيجية العسكرية والأمن والبحث العلمي والاقتصاد…. ذلك أن المسألة الديمغرافية هي المسألة التي ينشغل بها العقل الصهيوني، بعد أن استنتج باحثو هذا الكيان أن أرض فلسطين التاريخية ستصبح ذات غالبية فلسطينية بعد حوالي عقدين من الزمن.‏

يأتي انعقاد مؤتمر هرتسيليا الثاني عشر للأمن والمناعة القومية، هذا العام في وقت يواجه فيه كيان العدو أوضاعا صعبة، إذ حذر رئيس المؤتمر داني روتشيلد في محاضرة عقب افتتاح المؤتمر من خطورة تراجع قوة الولايات المتحدة في المنطقة مقابل صعود قوى إقليمية معادية «لإسرائيل» التي تجد نفسها معزولة استراتيجياً ولا تجد من تعتمد عليه في مواجهة الأخطار التي تطوقها.

وأضاف روتشيلد في تصريحات صحافية أن «إسرائيل باتت عبئاً استراتيجياً على الولايات المتحدة» مشيراً إلى تصاعد الانتقادات ضد «إسرائيل» في العالم، معتبرا أن هذا يعني «أن إسرائيل منيت بفشل دبلوماسي".

فيما قال رئيس كيان العدو الغاصب شمعون بيريز في محاضرته بالمؤتمر: إن الطريق الأفضل «لإسرائيل» ألا تتعامى عن المخاطر والفرص وأن الخيار الوحيد أمامها يكمن بتسوية الصراع مع الفلسطينيين، وتابع «أعرف رؤساء السلطة الفلسطينية منذ عقود والرئيسان محمود عباس وسلام فياض هما شريكان حقيقيان للسلام ويرغبان بإقفال الصراع، تقوم قوات الأمن الفلسطينية بالتعاون معهما بفرض الأمن والنظام، ليتمتع الجانبان بسنوات من الهدوء وانعدام الإرهاب نسبيا".

أهداف هرتسليا:

تعتبر أهداف المؤتمر ونظرياته منبثقة من التركيز على يهودية الكيان الغاصب، والتخطيط لترحيل الفلسطينيين عن أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين يلتحقون باللاجئين قبلهم عامي 1948 و1967 ، ويمكن القول بأن شعور كيان العدو بأزمته الوجودية المتفاقمة تمخض عنه ولادة مركز هرتسيليا للتنظيم البيني الذي آل على نفسه مواجهة هذا الخطر.

استطاع هذا المؤتمر أن يظهر بشكل سريع الى الضوء، وبرز أثره على الساحة الداخلية لكيان العدو، وكان من أبرز ملامح هذا التغيير ظهور حزب كاديما وهو خليط انتهازي ضم عناصر من الليكود وحزب العمل، أي اليمين واليسار، ثم وضع خطة بناء جدار الفصل موضع التنفيذ والتي هي بالأساس فكرة إسحاق رابين.‏

بعد مرور أقل من شهرين على مؤتمره الأول، بادر مركز هرتسيليا إلى عقد مؤتمر سياسي تحت عنوان «ميزان المناعة والأمن القومي» مطلقاً تحذيراته من أن الساحة الديمغرافية حول «إسرائيل» تتسع بوتيرة كبيرة ، بينما تتخذ القرارات في أحسن الأحوال ببطء شديد ، مضيفاً أنه على «إسرائيل» أن تتخذ قرارات شجاعة وصعبة للغاية، والمبادرة إلى تنفيذ فصل أحادي الجانب مع الفلسطينيين.‏

لقد استطاعت مؤتمرات هرتسيليا المتتالية إزالة الفروق بين اليمين واليسار الصهيونيين لصالح اليمين والتطرف في كيان العدو.‏

جدول أعمال متنوع:

ناقش المؤتمر الثاني عشر موضوعات متعددة جاءت على الشكل التالي:

- الأخلاق، ومراجعة الحسابات وأداء الحكم.

- صعود الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط .

- استيراد أو تصدير؟ منتج الغاز واستقلال كيان العدو في مجال الطاقة.

- الحرب السيبيرية: من النظرية إلى التطبيق.

- العد التنازلي: ثني واحتواء طموحات إيران الإستراتيجية.

- الجليل: تحديد أولويات التنمية الإقليمية.

- مستقبل التعليم العالي في "إسرائيل".

- الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة، وأوروبا وحلف شمال الأطلسي.

- «إسرائيل» والسوق العالمية.

- القانون الإلهي بمواجهة قانون الإنسان : أين يتجه المجتمع «الإسرائيلي».

- في عين العواصف: "إسرائيل" الأمنية في دول شرق أوسط مختلف.

تعكس مؤتمرات "هر تسليا " تقويمات نظرية الأمن الإسرائيلي، فإنها أيضا ترسم تصورات حول ما ينبغي لإسرائيل أن تقوم به لمواجهة التحديات التي تنتظرها.

والجدير بالذكر أن أوراق كل مؤتمر تمثل خلاصة أبحاث وإصدارات وأعمال تحضيرية على مدى العام يسخر لها مختصون وأكاديميون ومن أهم الجامعات الأميركية والأوروبية وتكون فرق العمل المكلفة بأداء نشاطات خاصة برئاسة كبار الساسة والعسكريين وضباط الأمن ورجال الأعمال والقادة المجتمعين وعلى سبيل المثال فريق متخصص بشؤون السياسة الخارجية وفريق آخر متخصص في شؤون الردع، وفريق للشؤون الاقتصادية وفريق لشؤون «الشعب اليهودي» وفريق للتعليم … هذا إلى جانب استطلاعات للرأي العام لقياس نبض الشارع «الإسرائيلي» حيال القدرات والمعنويات العامة ومستقبل الكيان الغاصب.‏

ومع الوقت أصبحت توصيات مؤتمر هرتسيليا ومقترحاته دليل عمل لحكومات العدو مهما كان تركيبها أو كانت توجهاتها وأصبحت توجيها عقائديا ومنهجيا لكبرى المؤسسات الأمنية والعسكرية والثقافية في كيان العدو، وتلك التي تعنى بقضايا الأمن القومي والبنى الأساسية لدولة العدو الغاصبة.

هرتسليا 2012 ورؤيته للعرب:

وخلافاً لمعظم السنوات التي اتخذ المؤتمر لنفسه عنواناً محدداً لمناقشة القضايا، مثل التهديد الديموغرافي، والإرهاب الدولي، والخطر النووي الإيراني، فقد حمل المؤتمر الثاني عشر عناوين أكثر غموضاً وعمومية ،إذ احتوى على عنوان " في قلب العاصفة" وقد شهد المؤتمر انقساماً حول التطورات المحتملة في المنطقة العربية.

لخص داني روتشيلد، مدير معهد الدراسات السياسية والإستراتيجية في إسرائيل ورئيس المؤتمر ، رؤية النخبة لتأثير الثورات العربية في شكل المنطقة ، وما أعقبه من صعود للإسلاميين إلى سدة الحكم في بعض البلدان العربية بالقول : (لم نعد نرى شرق أوسط جديدا، بل شرق أوسط مختلفاً").

روتشيلد وإذا كان حسب تعبير " الشرق الأوسط الجديد" يحمل دلالات تتعلق بدمقرطة العالم العربي واقترابه من قبول تسوية سلمية للصراع العربي – الإسرائيلي، فإن "الشرق الأوسط المختلف" ، هو تعبير حذر لا ينم سوى عن شعور بعدم اليقين الذي بات يميز تنبؤات السياسيين والخبراء خاصة بعد الفشل في توقع ثورات الربيع العربي، وهو ما نلاحظه في انقسام النخبة الإسرائيلية حول تبعات صعود الإسلاميين لسدة الحكم في أكثر من بلد عربي، وهيمنتهم على مشهد المعارضة في سورية.

 

ووفقا لهذا المشهد، ترى الأغلبية أن هيمنة الإسلاميين على المشهد السياسي في العديد من الدول العربية، وبالأخص في مصر، قد تقود لتداعيات خطيرة وتقوية مشروع الجبهة الإسلامية الموحدة ضد إسرائيل، أو على الأقل انتشار الفوضى في الجوار الإقليمى لإسرائيل، وتحول بعض دوله إلى دول فاشلة تستغلها الجماعات المتطرفة لتهديد الأمن اليومي للمواطن الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن غالبية الدراسات الإسرائيلية تقلل من قدرة التيارات الإسلامية التي صعدت لسدة الحكم على القيام بمغامرات عسكرية تهدد الأمن الإسرائيلي، فإن القادة الأمنيين والسياسيين في مؤتمر هرتسليا ركزوا على احتمال أن يتحول وصول الإسلاميين إلى الحكم في الوطن العربي إلى جبهة موحدة تعمل على تهديد وجود الدولة.

 

هذا الأمر عبر عنه رئيس الأركان الإسرائيلي، بنى جايتس، بقوله "إن الحرب القادمة ستكون قصيرة الأمد، وسيسعى العدو القادم من أكثر من جبهة لغزو إسرائيل، واختراق المدن المزدحمة بالسكان لإحداث الفزع والرعب بين مواطني الدولة" . بيد أن هذا التقدير لا تسنده معلومات ، لاسيما في ظل الانقسامات المذهبية والعرقية في المنطقة ، فضلا عن أن تقديرات الخبراء الإسرائيليين الذين لا يشغلون مناصب حكومية تذهب إلى العكس بأن الثورات العربية ستزيد من اهتمام كل بلد عربي بنفسه وبمشكلاته الداخلية على حساب القضايا القومية عربياً وإسلامياً .

 

بل إن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" الأسبق، أهارون زئيفي فركش، قدم في مؤتمر هرتسليا تصوراً عن النتائج التي قد تفضي إليها عملية صعود الإسلاميين للحكم في أكثر من بلد عربي، ورأى أنها في صالح إسرائيل وليست ضدها.وقال : "ربما تتفتت المنطقة العربية إلى دويلات، ويشهد الشرق الأوسط خريطة جديدة كلية شبيهة بالخريطة الأوروبية بأن تتحول المنطقة إلى ثلاثين دولة".

 

وطالب فركش إسرائيل بأن تنأى عن الأحداث والتطورات المقبلة، إذ إن -على حد قوله- " على الدول العربية أن تواجه الإسلام الراديكالي بنفسها، لأن الحل سيتحقق عبر حرب يشهدها الإسلام من داخله، وعلى إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا أن تبقى بعيدا".

 

هرتسليا والبرنامج النووي الإيراني

والواقع أنه رغم أهمية ما يطرح في مؤتمرات هرتسليا منذ انطلاقها من أفكار ومناقشات تتعلق بميزان المناعة الإسرائيلية ، فإنه ينبغي الحذر من التعامل مع هذه المؤتمرات، إذ أن بعض ما يمر فيها على لسان المسؤولين الرسميين، سواء وزراء الدفاع أو رؤساء الأجهزة الأمنية، تستهدف التأثير السياسي على خصوم إسرائيل.

فعلى سبيل المثال أيضا ، فإن الحديث المتكرر منذ عام 2008 عن خطورة المشروع النووي الإيراني على أمن إسرائيل والعالم دائما ما يكون هدفه سياسيا بحتا دون الاستناد في التقديرات التي تقف من ورائه لمعلومات موثوق بها. فنجد وزير الدفاع الإسرائيلي في مؤتمر هرتسليا الأخير يردد أن إيران على وشك إنتاج قنبلة نووية بعد أقل من عام، ويصف إيران النووية بأنها ستشكل خطراً وجودياً على إسرائيل. فيما يقول رئيس المؤتمر داني روتشيلد، ومعه رئيس الأركان الأسبق دانى حالوتس "لا ينبغي لنا القول إن إيران النووية تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل".

 

وعلى الرغم من أن كليهما لا يقللا من خطورة امتلاك إيران للأسلحة النووية ، فإنهما، ومعهما رموز لا يستهان بها من رؤساء الأجهزة الأمنية السابقين، مثل رئيس الموساد السابق مئير داجان، يتخوفون من استخدام هذه التقديرات غير المؤسسة على معلومات حقيقية لشن حرب استباقية ضد إيران، يدرك الجميع في إسرائيل وخارجها مدى صعوبة التنبؤ بنتائجها ، وتأثيراتها في الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله.

 لقد احتلت قضية مخاطر المشروع النووي الإيراني مساحة مساوية- في النقاشات العامة داخل مؤتمر هرتسليا 2012 - لقضية أثر صعود الإسلاميين للسلطة في بعض دول الوطن العربي على أمن إسرائيل، على الرغم من أن المؤتمرات السابقة قد تناولت هذه القضية بالتفصيل، ولم يعد هناك جديد يمكن قوله ، وجاء التركيز عليها من أجل أهداف سياسية بحتة لا علاقة لها بمعلومات جديدة، خاصة مع نجاح إسرائيل في توجيه ضربات تخريبية للمشروع الإيراني في العامين الأخيرين.

عملية السلام

في هذا السياق ، من المهم التنبه إلى أن المؤتمرات الثلاثة الأخيرة لهرتسليا ، ركزت على خطورة محاولات العرب كشف زيف ادعاءات إسرائيل دولياً بالتركيز على قضايا السلام، وإظهار التعنت الإسرائيلي في الاستمرار في سياسة نشر الاستيطان، والهيمنة على الشعب الفلسطيني، ومنع تحقيق حل الدولتين، وهو ما حدا بالكثير من الخبراء الإسرائيليين للتحذير من خطورة انتصار العرب في هذه الحرب، وما ستجلبه من عزلة لإسرائيل.

ومن هنا، يغدو مفهوما ما يحاول مؤتمر هرتسليا تمريره من رسائل تستهدف حشد التأييد الغربي لإسرائيل، رغم استمرار رفض الأخيرة لكافة محاولات استئناف عملية السلام.

  ويجئ تركيز مؤتمر هرتسليا في عام 2012 على ضرورة توجيه ضربة عسكرية لإيران بشكل عاجل، والتسرع في الحكم على نتائج الثورات العربية واعتبارها رافعة لتجسيد الخطر الأصولي، كنوع من الهجوم المضاد الإسرائيلي لإيقاف معركة نزع الشرعية عنها، والتي أخذت زخما أكبر مع توجه الفلسطينيين للحصول على اعتراف أممي بدولتهم في حدود الرابع من يونيو عام 1967 ، وعلى الرغم من ذلك، لا ينبغي التقليل من أهمية متابعة مؤتمرات هرتسليا، إذ أنها تتيح فهم كيف تفكر إسرائيل في قياس مناعة أمنها ، ولكن مع ضرورة فرز ما هو علمي وما هو سياسي.

مشاركة شخصيات عربية في مؤتمر هرتزليا

شاركت شخصيات عربية في مؤتمر هرتزليا ،وليست المرة الأولى التي تشارك فيها شخصيات عربية في مؤتمرات هرتسليا ، لكن في هذا العام كانت بمشاركة رفيعة ومن مؤسسات تدعي تحقيق الديمقراطية في الوطن العربي في الوقت الذي تقوم بالتطبيع مع العدو الصهيوني وتواصل إسرائيل القتل والتنكيل بالعرب في فلسطين العربية .

لائحة العار

وقد نشرت مجموعات شبابية أسماء المشاركين من الفلسطينيين والعرب في «مؤتمر هرتسيليا» التلمودي والذي يعقده الكيان الغاصب هذا العام ككل عام، لتدعيم استراتيجياته الأمنية والسياسية والاقتصادية.

واعتبرت المجموعة الشبابية أن المشاركة الفلسطينية والعربية في هذا الحدث تعد، وبكل المقاييس الوطنية والأخلاقية، مشاركة علنية في طعن وتشويه نضال شعبنا. وان من يتاجر في دماء وقضية شعبه، يجب أن يتعرى أمام الجماهير الفلسطينية والأمة و العالم العربي، وهذه مسؤولية وواجب كل الأحرار الثوريين في هذا العالم، ومسؤولية من يقفوا إلى جانب العدالة في مواجهة الظلم والعدوان والاحتلال.

مؤتمر ضد العرب

يعد مؤتمر هرتسيليا تقييماً شاملاً لكل مرحلة يمر فيها كيان العدو، ويستعد فيها لمرحلة مقبلة، إنه مؤتمر استراتيجي يوظف في خدمة الكيان وسياساته ومستقبله.

وتأتي مشاركة بعض السياسيين العرب في هذا المؤتمر في إطار «التطبيع الأمني»، في إطار التطبيع على المستوى الأمني القومي والإقليمي وهنا خطورة الموضوع .

لقد أكدت مؤتمرات هرتسيليا المتوالية بكل بشكل واضح وصريح لا لبس فيه أن كل ما جرى ويجري من جهود ومحاولات تحت عنوان إيجاد تسوية ما هو إلا ذر للرماد في العيون ومحاولة لكسب الوقت لخلق وقائع جديدة على الأرض تسلب ما تبقى من أراضي وحقوق فلسطينية وقومية، ولا يختلف اثنان بأن مؤتمر "هرتسيليا" الذي يعقده قادة الكيان الصهيوني سنوياً، يهدف إلى تعزيز الإستراتيجية الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تمد الكيان بمقومات النهوض، ومواصلة ذبح فلسطين، وتمزيق العرب والمسلمين، إنه المؤتمر المخصص لرسم السياسات المستقبلية بعد أن يقيم بشكل شمولي المرحلة، هذا المؤتمر يخدم " العدو الإسرائيلي " بشكل خاص ، وهو ضد العرب بشكل خاص ، وعليه فإن كل مشاركة عربية في مؤتمر "هرتسيليا" هي دعم مطلق لعدوانية إسرائيل واحتلالها ، وهي معاداة صريحة للعرب ولحقوقهم المغتصبة وأرضهم المحتلة .

تعليقات:
تعليقات:
ملحوظة:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع حزب البعث العربي الإشتراكي-قطراليمن نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى قضايا فكرية
قضايا فكرية
د. غازي حسين
عروبة القدس
د. غازي حسين
جهاد الطعمه
تحديات الفكر القومي العربي
جهاد الطعمه
د. غازي حسين
وجوب محاكمة الرئيس الأمريكي بوش كمجرم حرب أسوة بمجرمي الحرب النازيين
د. غازي حسين
د/فؤاد دبور
الأمم المتحدة في ظل الهيمنة الأمريكية
د/فؤاد دبور
د. غازي حسين
الاستيطان اليهودي في فلسطين من الاستعمار إلى الامبريالية
د. غازي حسين
د. غازي حسين
الشرق الأوسط الكبير بين الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية
د. غازي حسين
الـمـزيـد