التاريخ : الثلاثاء 06 يونيو-حزيران 2023 : 05:56 مساءً
علي أحمد جاحز
طباعة المقال طباعة المقال
علي أحمد جاحز
جهاد امريكي بسيوف اسلامية
اللعبة السهلة 18 مارس .. من الانشقاق الى الاتفاق
دعني أتكلم بصراحة معك يا 2013 ..
ماذا فعلنا لأجل شوقي شفيق ..؟!
أمريكا الإسلامية
قصف " مخابز حلب " يحرق " خبز الجزيرة
حين يكون تحرير القدس خطرا ، يصبح الموت في صف اسرائيل شهادة
الشاعر محمد الجبلي يذهب إلى الله خفيفا من أوزار هذا العالم .

بحث

  
جذور الشجرة الخبيثة
بقلم/ علي أحمد جاحز
نشر منذ: 10 سنوات و 8 أشهر و 19 يوماً
السبت 15 سبتمبر-أيلول 2012 05:58 م

لن يكون حادث مجلس الوزراء الإجرامي الحادث الأخير من هذا النوع مالم يتم ايقاف هذا الإجرام من المنبع الفكري و العقائدي و التعبوي الذي يصنع هذه العناصر و يرسلها إلى الشارع ..
ألا يستحق أمر كهذا أن ينال حقه من التحقيق الاستخباراتي و الأمني الذي يتتبع المنهج الفكري و العقائدي الذي ينتمي اليه هذا التنظيم الدموي و مراقبته و وضع انتشاره تحت المجهر و الزام مراكزه الدينية و التربوية بأن تخضع للقانون و للرقابة .. و تناوله إعلاميا و مناقشته بكل جدية و وضوح في الإعلام الرسمي و المستقل و الحزبي و كشف أفكاره و تعريتها بعيدا عن الاعتبارات السياسية و الإقليمية .. ؟؟؟
نعم مؤسف هذا الحادث الأجرامي الذي يدان و يستنكر بالإجماع المطلق .. و مؤسف أيضا أن الإجماع هذا يجعل الجريمة تبدو و كأنها حدثت صدفة دون أن يكون هناك أطراف نافذة و قوى و تنظيمات و فكر و فلسفة و تربية و شغل مكثف و نوعي و جهود متواصلة تقف خلفها حتى تصل إلى هذه النتيجة..
و الأكثر أسفا أن البعض - و خصوصا ممن هم صادقون في رفض و ادانة مثل هذه الجرائم - لا يريد أن يناقش أو يتطرق لأصل المشكلة و هي الجذور الفكرية التي تقوم بتنشئة مثل هذه العناصر و غرس مثل هذه القناعات عبر آليات تأهيل منظمة بحجج عديدة و مبررات مختلفة قد تكون أكثرها غبية ..
ليس من المنطقي أن نظل نتصارع مع شوك الشجرة الخبيثة دون أن نقتلعها من جذورها المخبأة تحت الأرض ، كما ليس من المنطقي استنكار هذا الفعل الإجرامي و إدانته حين يحدث فقط ، دون أن يكون هناك خطوات حثيثة للبحث عن الجذور الفكرية التي يتكئ عليها هؤلاء المجرمون و المراكز الفكرية و العلمية التي تنتج هذه العناصر و تؤهلها ، و من ثم اقتلاعها من جذورها البعيدة عن الأنظار قبل أن يصبح اقتلاعها أكثر كلفة من ضررها المستمر ..
من المؤكد أن ذلك لا يمكن أن يكون عشوائيا بل يتم عبر عمليات تربوية و تعليمية و تثقيفية منظمة تمتلك التنظيم و المناهج و التمويل و الرموز الدينية المؤثرة في المجتمع و التي لا يمكن أن تنجح في التأثير على العناصر إلى درجة اقناعها بأن تفجر نفسها بهذا الشكل و تقتل هذا الكم الهائل إلا إذا كانت تلك الرموز الدينية كبيرة و لها تأثيرها الروحي و العقائدي الشائع ، كما أن من غير المعقول أن ينجح في زرع تلك القناعات أشخاص مجهولون أو رموز عقائدية لا أحد يسمع عنها و ليست محل ثقة مسبقة ..
إن من غير المقبول أن تظل مثل هذه الجرائم مجرد حدث عابر يدان و يستنكر كل مرة بينما التنظيمات المنتجة و الممولة و المعلمة و المؤهلة تصول و تجول و تواصل عملها و بث سمومها الفكرية في اوساط المجتمع ، تسمم العلاقات الاجتماعية و تشوه صورة الوطنيين و تسيطر على مقاليد السلطة و الحراك الفكري و التعليمي و الديني في اليمن دون أن تواجه على الأقل رقابة على مناهجها و على آليات عملها .
لعل الجميع و بالإجماع يعرفون أن مدبري و منفذي مثل هذه الجرائم و تنظيماتهم يتبعون الفكر الوهابي السلفي القادم من نجد و هذا هو الفكر الوحيد الذي يحمل هذه النزعات الشيطانية و ينتج مثل هذه القناعات الإجرامية و يعطيها الصبغة العقائدية و يعززها بوعود إلهية و مكافئات فردوسية افتراء على الله .. غير أن هناك من ينبري لمواجهتك حين تطرح هذه الحقائق و يتهمك بالطائفية ، هذه التهمة الجاهزة التي تشكل خط الحماية القوي الذي يحول دون وصول طرحك للحقيقة و بين المهتم و المتلقي المتأثر بذلك الفكر الدخيل على اليمن ..
حين تتحدث و تطالب بوضع الفكر الوهابي تحت الرقابة و التفتيش داخل مراكزه العلمية المنتشرة و مراقبة قياداته و رموزه الذين يمارسون انشطتهم التعليمية و الفكرية خارج نطاق القانون و الرقابة ... قد يظهر أمامك شخص كنت تخاله مثقفا أو منفتحا أو يساريا أو حقوقيا أو تحرريا ليقول لك أنتم تستغلون هذه الأحداث طائفيا الإرهاب لا دين له و لا مذهب له .. و هذه الجملة البراقة ليست أكثر من خط دفاع أولي للحيلولة بينك و بين الحقيقة ، و تجعلك تصرف النظر عن مواصلة البحث و الاستنتاج ، و تكرس مسألة الفصل بين الحدث و بين جذوره و تفصل الجريمة كحلقة أخيرة عن سلسلة منظمة من العمليات التعبوية و التعليمية و التربوية التي تسبق ذلك ..
للأسف نحن شعب بلا ذاكرة ، أو بالأصح نحن شعب يحقن بأفكار و تابوهات تفقده الرغبة في التفكير و المقارنة و الاستنباط و الربط بين الأحداث و الأشياء التي تقف خلفها و ترتبط بها .. تماما كما هو الحال في تعمد منع حصول ربط في الوعي الشعبي بين شغل الإرهابيين المعلن و المدعوم دوليا في سوريا و المؤيد بالفتاوى الوهابية و الدعاء على المنابر و بين شغلهم الغامض هنا في اليمن و الذي من المؤكد أنه يحمل نفس الخلفية الفكرية و العقائدية في الحالتين ، و يديره و يستثمره في اليمن نفس اللوبي الذي يديره و يستثمره في سوريا ..
و مع ذلك يظل التركيز على فضح الفكر و العقائد التي يتبعها عناصر هذه التنظيمات الإجرامية مسؤلية الدولة أولا و الإعلام و الإعلاميين ثانيا ..

تعليقات:
تعليقات:
ملحوظة:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع حزب البعث العربي الإشتراكي-قطراليمن نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى قضايا فكرية
قضايا فكرية
بلال الفايز
الغرب وصناعة اللاجئين!!
بلال الفايز
الدكتور عبدالله الشعيبي
أنا كنت الرجل الأول والشعب يريد أسقاط كل رموز النظام
الدكتور عبدالله الشعيبي
طه العامري
الذين تباكوا على تماثيل ( بوذا) أين هم مما يجري للمقدسات الإسلامية في سورية ..؟!!
طه العامري
علي القحوم
ماذا يجري في سوريا ؟
علي القحوم
علي أحمد جاحز
حين يكون تحرير القدس خطرا ، يصبح الموت في صف اسرائيل شهادة
علي أحمد جاحز
طه العامري
سورية .. الله ما أعظمك ..وما أحقر أعدائك وأصغرهم ..!!
طه العامري
الـمـزيـد