|
|
|
|
|
تركيا ودورها في تغذية الصراعات الاجتماعية في الوطن العربي ..؟!!
بقلم/ طه العامري
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 7 أيام السبت 31 أغسطس-آب 2013 06:37 م
منذ تولى حزب العدالة والتنمية الحاكم في " تركيا" مقاليد السلطة والوطن العربي والعالم الإسلامي يشهدان المزيد من الخلافات والتناحرات والصراعات والنزيف الدموي , ورغم الدور العربي السوري الذي فتح لأنقرة بوابة الوطن العربي وأبرمت سورية في هذا الصدد أكثر من " 52" اتفاقية استراتيجية مع أنقرة شملت الجوانب الاقتصادية في الغالب وعلى حساب الاقتصاد العربي عامة والسوري خاصة إلا أن حكومة اردوجان وحزب العدالة والتنمية استغلت مكارم العرب وخاصة مكارم النظام العربي في سورية بطريقة عكسية مفعمة بالمواقف الانتهازية الرخيصة ,وتعاملت مع كل هذه التسهيلات السورية والعربية بطريقة المكر والخداع والتمسكن حتى التمكن ومع بروز العام 2011م توهمت حكومة "انقرة" أن الوقت قد حان لتفرض خياراتها الرخيصة ضد الوطن العربي والعالم الإسلام وفيما راح الخليجيون يستقون بتركيا ضد " إيران" راحت انقرة تبحث عن دور إقليمي محوري ذات هوية دولية يفوق قدرتها ومكانتها الجيو سياسية والاستراتيجية كونها تجاهلت دورها القديم وتوهمت أن الذاكرة العربية والإسلامية قد تجاوزت فضائع وبشاعة السلوك "العثماني " والجرائم التي اقترفها الاحتلال العثماني بحق العرب والمسلمين , بل اتخذت تركيا من هذه العلاقة ايضا _ جسرا_ لابتزاز أوروبا عبر الغمز من قناة الكيان الصهيوني الحليف الاستراتيجي لتركيا والأقرب لها من كل نطاقها الجغرافي , وأن كانت مسرحية تركيا خلال فترة الغزو الأمريكي للعراق اتضحت لا حقا بعد الاحتلال فيما يتصل بالورقة الكردية العراقية من ناحية وبورقة "التركمان" العراقيين من ناحية أخرى , فأن هزلية المواقف التركية في " دافوس" وفي حكاية "السفينة مرمرة" كل هذا كان عبارة عن فبركات متفق عليها بين حكومة اردوجان والكيان الصهيوني بدليل ما آلت إليه العلاقات بينهما وهما معا يشكلان خطرا فعليا على الأمن القومي العربي , إذ لا فرق بين الكيان الصهيوني واطماعه وبين تركيا واطماعها في تزعم الوطن العربي والهيمنة عليه وتطويعه وبما يتسق مع المخططات الصهيونية والأمريكية ..
بيد أن حماس تركيا لما سمي زورا ب" الربيع العربي" فعل يندرج في سياق التطلعات التركية ذات الهوية العثمانية المقرفة والبشعة , بدليل أننا نرى اليوم ونشاهد ونتابع مواقف الحكومة التركية ليس من سورية وحسب بل من كل دول المنطقة عبر شحنات الأسلحة المثيرة التي ترفد بها تركيا دول المنطقة وبكل الطرق بدءا من سعيها الحثيث لتدمير سورية وقدراتها لكي تحل محلها اقتصاديا الى تصدير الأسلحة التركية الى اليمن ومصر وليبيا وتونس وكل دول الوطن العربي تقريبا وهي الشحنات التي تتكشف تباعا ويتم احباط العديد منها وخاصة في اليمن التي تم احباط قرابة 14 شحنة سلاح واردة من تركيا لجماعة الإخوان كما تم احباط قرابة شحنتين من هذه الأسلحة كانت متجه الى نجد والحجاز عبر الأراضي اليمنية , فيما استطاعت الأجهزة الأمنية والاستخبارية في مصر ضبط العديد من شحنات الأسلحة التركية كانت متجه لجماعة الإخوان , ليس هذا وحسب بل تم احباط بدلات عسكرية صممت على غرار البدلات الرسمية للجيش في مصر ومصدرها تركيا ..؟
ناهيكم عن دور تركيا وحكومتها في تغذية ورعاية وتمويل وتسهيل مهمة العصابات الإرهابية في سورية , والعراق على حد سواء ..كل هذا يدل دلالة قطعية عن دور تركيا القذر في زعزعة أمن واستقرار الوطن العربي خدمة للكيان الصهيوني وتنفيذا للأجندة الأمريكية التواقة الى ترسيخ فكرة ومفهوم " الفوضى الخلاقة " نعم ما يحدث في الوطن العربي هو تجسيد لمشروع " الفوضى الخلاقة" الأمريكية التي تقوم على زعزعة أنظمة المنطقة وتدمير قدراتها ثم تفتيت وتمزيق المجتمعات العربية ودفعها لحالة الاحتراب المجتمعي وهذا ما تسعى إليه واشنطن لكي تحقق أعلى معدلات الأمن والاستقرار للكيان الصهيوني , ومن ثم لتوجه نحو ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أن يتم اشعال حروب اجتماعية في كل دول المنطقة واشغال هذه الدول وفعالياتها بالصراعات الداخلية وتحويلها الى دول وانظمة ومجتمعات فاشلة وممزقة ومتناحرة لكي يتم التفرد ومواجهة ايران وعزلها عبر تطويقها بنيران الحروب الخلاقة في المجتمعات العربية ..!!
تركيا تلعب في هذا الاتجاه دورا محوريا مغلف بارتباطها بجماعة الإخوان التي هي الأخرى تعمل في خدمة المشروع الأمريكي / الصهيوني , لكن الفارق بين الجماعة في الوطن العربي وتركيا أن حزب العدالة المسيطر على مقاليد السلطة في تركيا لا يؤمن بما تؤمن به الجماعة ولا علاقة له بالجماعة وشعاراتها الكاذبة فكلاهما الاتراك والجماعة يكذبون على بعض ويستغل كل طرف الطرف الأخر لتحقيق أهدافه وفقا للشعارات التي يحبذها كل طرف ..!!
فكذب الإخوان وطمع الاتراك يضعنا أمام القول المأثور " الكذاب ضحك على الطماع" وكذب الإخوان فجر طمع الاتراك وتوهموا أنهم بالتعاون مع الجماعة قادرون أن يحققوا أهداف حلفائهم الصهاينة والأمريكان وكان اغراق المنطقة بالسلاح التركي أولى العمليات القذرة لحكام انقرة تجسيد لتطلعات احمد داوود أوغلوا في كتابه الشهير "العمق الاستراتيجي لتركيا" والذي حاولت انقرة استغلاله لمساومة الغرب واوروبا وامريكا لكي تصبح جزءا من هذه المجتمعات وهي الأمنية التي لم ولن تحققها تركيا , التي لم تتمكن من تحقيق هذه التطلعات في زمن العلمانية المتشددة فما بالكم في زمن الإسلامية التي يسوقها اردوجان للوطن العربي والعالم الإسلامي مع إنه وحكومته يؤكدوا بصورة كلية للغرب وامريكا والكيان الصهيوني إنهم " علمانيون" ويمضون على خطى المؤسس "اتاتورك" , وهو قول قريب الى الحقيقة فحكومة اردوجان لم تكون يوما " إسلامية" بل " ماسونية" وما تقوله للعرب والمسلمين هو من قبيل ذر الرماد على العيون كما يقال ..!!
إذا ما هي مصلحة تركيا في إغراق دول ومجتمعات المنطقة بالسلاح والذخائر ..؟ ودفعا المجتمعات العربية الى الاحتراب والتمزق ؟ وما مصلحة تركيا في تدمير قدرات العرب والانظمة العربية بدءا من العراق مرورا بسورية واليمن والصومال والسودان وليبيا وتونس وصولا الى مصر ..؟!! ولماذا عملت انقرة على دق اسفين بين الفلسطينيين وقسمتهم الى حكومتين واحدة في الضفة والاخرى في القطاع وراحت تغذي الصراع بين الفلسطينيين من تحت الطاولة فيما ظاهريا بدت تركيا وكأنها وسيط نزيه ومحايد ..؟!!
كثيرة هي الأسئلة المتعلقة بالدور التركي التأمري في المنطقة ولاتي سنجيب عليها في تناولة اخرى أ، ان شاء الله . |
|
|
|
|
|
|
 |