الكل يتحدث وبتفاخر عن دوره في إغاثة الشعب اليمني وعبر وسائل الإعلام والفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي نرى ونسمع ونقرإ عن إنسانية المجتمع الدولي وإنسانية الأشقاء والأصدقاء حتى أن هذه الإنسانية أقدمت على مغامرة احتلال أو تحرير محافظة الحديدة بهدف السيطرة على مينائها والغرض هو إستخدام الميناء للإغاثة الإنسانية ..؟!!
الله على مشاعر إنسانية جياشة لدى المجتمع الدولي يدمرون الوطن من أجل إغاثة أبنائه..؟!!
طيب ماذا بشأن الدور الإغاثي والإنساني جدا جدا جدا الذي يقوم به برنامج الغدأ العالمي ومعه بقية الجهات المحلية في بلادنا وهو دور إنساني يمكن وصفه بإنه يطفح بالإنسانية والدليل يمكن أن نستسقيه ونحصل عليه من شعب النازحين وجمهور المهجرين وأخص بالذكر على سبيل المثال ما يحدث في مديرية حيغان محافظة تعز هناك وفي أحدى المراكز الإغاثة توزع الحصة الإغاثية أو الغذائية المقررة للفرد أو الأسرة وهي الحصة المكونة من ( كيس دقيق وعلبة زيت 4 لتر و5 كيلوا عدس ) توزع هذه الحصة على أربع أسر وهذا ليس كلام كيدي ولا إتهامات جزافية وليس إنتقاصا من دور برنامج الغذأ العالمي ومشروع التغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية بل هي الحقيقة الموثقة والمبلغ عنها للبرنامج ولمشروع الإغاثة الإنساني كجهة محلية اعتمدها برنامج الغذأ العالمي ليتم من خلالها التوزيع للمستفيدين ..
حفزتني حكاية الإغاثة في مديرية حيفان وكيف تم ويتم التعامل مع أحد مراكزها وهو مركز الشهيد عبد الرحمن مهيوب أنعم في قرية العرين أعروق ..ما حدث ويحدث في هذا المركز يمكن إعتباره فضيحة حقيقية بحق برنامج الإغاثة العالمي وهي الفضيحة التي تعطينا مؤشر عن طريقة تعامل برنامج الغذأ العالمي مع المحتاجين وكيف يتم إذلالهم وإهانتهم وعدم الإكتراث بمعاناتهم بل أن طريقة تعامل البرنامج الأممي ووكلائه المحليين مع هذا المركز ينم عن حالة إنحطاط إخلاقي وتجرد من الإنسانية وتأكيد على حقيقة التوظيف السياسي للإغاثة واستغلال حاجة الناس وضروفهم لتحقيق مكاسب خاصة ..!!
إذ كنت قد تناولت سابقا معاناة المحتاجين في هذا المركز وكيف تعمد البرنامج الأممي ووكلائه المحليين توزيع حصص (315) مواطن على (1155) مواطن حيث يتم تقسيم الحصة المخصصة للفرد الواحد أو الأسرة الواحدة على أربع أسر وهذه الطريقة تم التوافق عليها كمعالجة داخلية ووفق محاضر رسمية إبرمت بين ممثلي البرنامج العالمي ووكلائه والمستفيدين وبعلم السلطات المحلية في المديرية والمحافظة وبعلم التغذية المدرسية والإغاثة ممثلة بالأخ حمود الأخرم مديرها العام والمنسق الوطني مع برنامج الغذأ العالمي ممثلا بمسئولية في مكتب الأمم المتحدة المتواجدين بالعاصمة صنعاء ..وتنص كل المحاضر التي تم التوقيع عليها بين الأهالي وممثلي البرنامج والتغذيه المدرسية وبعلم مشرف البرنامج في المديرية وعلم السلطة المحلية في المديرية والمحافظة وقد رفعت كل هذه المحاضر للأخ حمود الأخرم الوكيل المحلي لبرنامج الغذأ العالمي كما تم تسليم نسخة من هذه المحاضر لممثل البرنامج العالمي عن طريق الأخ الدكتور عبد الله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم الذي قام بزيارة رسمية لإدارة البرنامج مشفوعا بمذكرة رسمية من وزارة التخطيط والتنمية والتعاون الدولي وهي الجهة السيادية المنسقة مع البرنامج وإدارته الأممية وقد التزم البرنامج وممثليه ومشرفيه ومندوبيه بحل هذه الإشكالية في مارس المنصرم لكنهم لم يفعلوا ولم يلتزموا بما تعهدوا به في المحاضر الموقعة بينهم وبين الأهالي وهذا السبب دفعني لتناول الحكاية في تناولة سابقة ..لكن التناولة لم تحرك البرنامج ووكلائه لحل المشكلة والإسراع في إنقاذ الناس ومنحهم حقهم من المساعدات أسوة بالبقية وأن في حدودها الدنيا إذ أن الحصة الشهريه التي يتلاقاها النازحين والمهجرين والمتضررين في بلادنا لاتتجاوز قيمتها ال ( 35) دولار ولا أعتقد أن هذه هي الحصة النقرة دوليا ولكن ومع ذلك قبل الناس بها على قاعده شي أفضل من لا شي ..لكن وبدلا أن يتفاعل البرنامج ومسئولييه مع ما نشرته سابقا ذهب بعيدا عن إهانته للناس وطمس حقوقهم والتنكر لمطالبهم التي لها أكثر من عامين وتجاهل البرنامج ووكلائه قصدت وعمدا المطالبات والمحاضر التي وقعها ممثليهم مع المحتاجين والمتضررين وتجاهلوا مذكرات ومطالبات السلطة المحلية والمحافظة ووزارة التخطيط والتنمية الدولية وتعمدوا تشكيل لجنة زارت المركز بغياب المسئولين فية وبدلا من الإطلاع على حيثيات المشكلة والالتقاء بالناس ومعرفة احتياجاتهم على الواقع والعمل على حلها عادت اللجنه بتقرير اختزل في عبارة واحدة وهي أن ( الشريك المحلي لا يتعاون مع البرنامج )؟!!!!!!!
ثم دون التقرير الحصة المسلمة ب 75 كيلوا دقيق وبقوليات وزيت وعدس..؟!! كحصه لكل مستفيد ..؟!!
ثم تأتي الكذبة الكبرى وهي أن يطلب من مسئول المركز وبعد كل هذه المحاضر والمطالبات والتفاهمات أن ( يدين نفسه ويكذب أهله ) ويقول أن ما نؤكده حول توزيع الحصة بالمركز لأربع أسر هي مجرد دعاوي كيدية ..؟!!
وفيما أوصت اللجنه الفلتة ( باستبدال الشريك المحلي لعدم تعاونه ) وهو معهم يطالبهم بتصحيح الأوضاع منذ عامين وهم موقعين على محاضر ومتعهدين بإنهاء هذه ألماسة في مارس المنصرم ..نجد البرنامج ووكلائه في صنعاء يصيغون وعبر مشرف المديرية ( إعتذار ) يكذب ما نشرناه عن المركز ومعاناة الناس فيه وأن يقول أن ما نشر هو مجرد دعاية كيدية لا أساس لها من الصحة وأن الناس في المركز يستلمون حصصهم كاملة ولكنهم يقوموا بتقاسمها مع آخرين ليسوا مسجلين في كشوفات البرنامج ..؟!!
عذر أقبح من ذنب لكنه أيضا يشير لضاهره إيجابية نتمناها في مجتمعنا وهي التكافل الاجتماعي التي تدفع الناس لتقاسم اقواتهم المحدودة مع بعضهم وهذا دليل إنهم أكثر إنسانية من الأمم المتحدة وبرنامجها الغذائي الذي يمن على الناس حتى تكافلهم لأنهم يريدون ناس مثلهم مجردين من القيم الأخلاقية والمشاعر الإنسانية..!!
والفضيحة الأكبر أن يفرض البرنامج على وكيله المحلي التغذية المدرسية بتوجيه مذكره لمكتب التربية حول القصة ويطالبه بتغير مسئول المركز لعدم تعاونه المذكرة بتوقيع الأخ حمود الأخرم الذي وجه وتحت توقيعه أكثر من رسالة للبرنامج العالمي يطالبه فيها باعتماد 1155 حصة للمركز بدلا عن 315 حصة التي توزع على الجميع إذ توزع الحصة على أربع أسر وموثقة الحكاية بمحاضر موقع عليها ممثلي البرنامج الذين يتولون مهمة التوزيع والتقسيم بأنفسهم ..ثم مطالبة وزارة التخطيط والتعاون الدولي ومذكرات وجهها الأخ حمود الأخرم مدير التغذية بنفسه وتحت توقيعه للبرنامج العالمي وطالبه بزياده الكمية للمركز المذكور بناء على أليات المسح التي تمت وبإشراف الوكلاء المحليين للبرنامج ..ثم قيام الأخ الدكتور عبد الله الحامدي بزيارة لمدير البرنامج العالمي وتسليمه ملفا متكاملا عن قضية هذا المركز ..!!
إذا كيف لنا أن نقول إنها ( قضية كيدية )..؟!!
بأي وجه يطالب البرنامج المحتاجين بالاعتذار والإقرار بأنهم كاذبين مع الكاذبين هم البرنامج وممثليه ووكلائه ..؟!!
يتبع