
وقال القانص: "هناك تسريبات لا نعلم صحتها تتحدث أن رئيس الجمهورية خلال زيارته القادمة إلى عدة دول منها أمريكا سيلتقي بعدد من القيادات الجنوبية في الخارج ومنها العطاس والبيض وعلي ناصر ويمكن أن يقنعهم بالعودة إلى اليمن والمشاركة في الحوار الوطني".
وأوضح أن "الحوار الوطني، الذي يجري الترتيب له، سيكون ذا سقف مرتفع مع الحراك الجنوبي"، مبيناً أن "الحراك الجنوبي لم يحدد بعد رؤيته مع أن لديه ثلاثة خيارات يمكن اختيار أحدهما، تتمثل برؤى الإنقاذ".
- بداية.. كيف تقرؤون الوضع السياسي وإمكانية إجراء حوار وطني شامل في ظل الاغتيالات والانفلات الأمني؟
- حقيقة البلد اليوم تمر بمرحلة انعطاف تاريخي هام يتجسد فيها الاختبار الحقيقي للعقل السياسي اليمني، وهنا لابد أن تتجلى الحكمة اليمانية، التي افتقر إليها الفعل السياسي في المرحلة السابقة لأننا أمام تحد داخلي وخارجي يستوجب تظافر الجهود للوصول إلى صيغة سياسية تسترضي كل الأطراف الفاعلة داخل الساحة اليمنية بما في ذلك الشباب، وإنهاء الانقسام القائم بين مكونات القوات المسلحة والأمن، الذي يستغله أولئك النفر الذين يريدون زعزعة أمن واستقرار البلد وتصفيات الحسابات السياسية وجعل ما يسمى بـ"القاعدة" تصل إلى قلب العاصمة صنعاء، ولعلنا شاهدنا العملية التي استهدفت اللحمة العسكرية أثناء بروفات الاحتفالات بالعيد الوطني في "حي السبعين"، بالإضافة إلى استهدافه العديد من الشخصيات الأمنية، والقيادات العسكرية وعلى رأسهم الشهيد سالم قطن.
تلك الأعمال، وغيرها، التي طالت وزراء وشخصيات سياسية، منهم الدكتور واعد باذيب والدكتور ياسين، جعلتنا نعيد العجلة إلى ما قبل حرب 94م الظالمة، ونعمل جاهدين على إنهاء حقبة الجروح والمآسي، نعيد المظالم إلى أهلها سواء التي كانت في الشمال، أو في الجنوب، من خلال الاعتذار، ومن أجل توفير أجواء مشجعة للدخول في الحوار الوطني كونه المخرج الوحيد والضامن الحقيقي لتحقيق أهداف وتطلعات الثورة الشبابية الشعبية السلمية، لنحافظ على وحدة الصف والبلاد.
- هل حدد اللقاء المشترك رؤيته للحوار الوطني ولطبيعة الحكم والدولة اليمنية التي يريدها؟
-نحن في اللقاء المشترك مثلنا مثل أي مكون سياسي له رؤيته، فنحن لنا مشروع للإنقاذ الوطني حددنا فيه ثلاثة خيارات لشكل الدولة اليمنية القادمة وسيعكف اللقاء المشترك خلال الأيام القادمة على الخروج باتفاق على أحد الخيارات الثلاثة لكي تقدم كرؤية كاملة إلى الحوار الوطني ونحن مجمعون حالياً على أن الحكم برلماني ولم يطرح إلى الآن اقتراح من حزب أو من أحد مكونات اللقاء المشترك يخالف هذه الرؤية المتفق عليها.
- وما هو موقف الأحزاب من الفيدرالية؟
- لا أخفيك أن هذا الموضوع هو من أهم مواضيع الحوار الوطني وستكون أحزاب اللقاء المشترك مع الإجماع الوطني مع اختيار أي مقترح يرونه مناسباً يجنب البلد الصراعات بكل أنواعها وبما يحقق الأمن والاستقرار لليمن.
- لكن قيادات في الحراك الجنوبي ترفض الفيدرالية والنقاط الـ20 التي أوصت بها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ولا تزال متمسكة بضرورة فك الارتباط؟
- يا سيدي الحوار الوطني سيكون مرفوعا سقفه ومن حق إخواننا في الحراك أن يطرحوا مطالبهم على طاولة الحوار، أما نحن في اللقاء المشترك لنا رؤيتنا وقناعتنا فيما نراه مناسباً لهذا البلد في المرحلة القادمة وهذا مطروح للنقاش وإخواننا في الحراك بكل مكوناته لهم أيضا قناعات ورؤى تطرح للنقاش وما سيتم التوافق عليه كمخرج آمن لليمن يجنبها الحروب الداخلية والصراعات القبلية والأزمات الاقتصادية حينها سيكون الجميع موافقين على الرؤية التي تنقذ البلد.
لكن علينا ألا نستبق الأحداث لأن ما تعرض له أبناء الجنوب من ظلم واضطهاد وإقصاء وتهميش منذ حرب صيف 94م وإلى يومنا هذا كان سبباً في طرح مثل هذه المطالب وأنا حقيقة أرى بشكل شخصي أنه في حال تم رد هذه المظالم والتعامل مع الجنوب كشريك حقيقي دخل الوحدة بدولة متكاملة، على هذا الأساس في الحوار حتماً ستكون مخرجات الحوار إيجابية وستقضي على الصوت المطالب بفك الارتباط.
- هل هناك ضغوط دولية على البيض والعطاس وعلي ناصر للعودة إلى اليمن للمشاركة في الحوار الوطني؟
- تلك تسريبات لا نعلم صحتها تتحدث أن رئيس الجمهورية خلال زيارته القادمة إلى عدة دول منها أمريكا سيلتقي بعدد من القيادات الجنوبية في الخارج ومنها العطاس والبيض وعلي ناصر ويمكن أن يقنعهم بالعودة إلى اليمن والمشاركة في الحوار الوطني.
هل تم تحديد مكان انعقاد مؤتمر الحوار الوطني؟
- لم يحدد إلى الآن مكان انعقاد مؤتمر الحوار وما نؤكد عليه أن الحوار سيكون يمنيا وعلى أرض اليمن.
هل هناك تنسيق بين اللقاء المشترك وشباب الساحات في عملية الحوار؟
- هناك جهود كبيرة تبذل من أجل التنسيق مع شباب الساحات وكل المكونات الأخرى تمهيدا للحوار وأيضا للاستماع إليهم.
ما هي الأسباب الرئيسية في تخلف أحزاب اللقاء المشترك وعدم أبدائها أي موقف إزاء محاولة اغتيال أحد قادة أحزابها؟
- المشترك لم يقف مكتوف الأيدي حيال ما تعرض له الدكتور ياسين بل أصدر ثلاثة بيانات تنديد بالمحاولة الآثمة، ونحن اليوم نجدد مطالباتنا بكشف ملابسات الحادث وكشف نتائج التحقيقات للرأي العام والقبض على الجناة وإظهار من يقف خلفهم.
- ما صحة التسريبات التي تتحدث عن أن هناك خلافات في أوساط اللقاء المشترك؟
- لا توجد خلافات بين مكونات اللقاء المشترك وإن وجدت تباينات في الرؤى فهي تخضع للنقاش على طاولة اللقاء المشترك ويتم التقارب بين وجهات النظر المختلفة، وهذا أمر طبيعي يحدث حتى داخل الحزب الواحد.
* كيف تقرؤون خطاب الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي اتهمكم والحكومة التي ترأسونها بالفشل؟
- أولاً مثل هذا الخطاب كان الأحرى بإخواننا في المؤتمر الشعبي أن يتداركوا هذه النقطة وكانت الفرصة سانحة لهم بأن ينتصروا للمستقبل ولا يظلوا حبيسي الماضي والارتقاء بالمؤتمر الشعبي العام إلى العمل المؤسسي الذي يحقق لهذا الحزب الانتقال إلى البناء التنظيمي والمؤسسي، أما فيما يتعلق بتقييمنا للخطاب فقد تجاوزنا مثل هذه التصرفات ونعتبرها من أحداث الماضي التي تحاول أن تجد لها آذانا صاغية في الوقت الذي قال الشعب كلمته وحدد موقفه واختار رئيسه، وإن كان هناك فشل كما يدعي فهي الآلية المتكاملة التي زرعها في أوساط الحكومة وإذا كان يحكم على حكومة جاءت في ظروف استثنائية وصعبة واستلمت إرثا من الفساد ولم يمض على تشكيلها ثمانية أشهر مع أن نصف أعضائها من المؤتمر بالفشل فلماذا لا يحاسب نفسه عن فشله في إدارة دولة ظل على رأسها ثلاثة وثلاثين عاما.
* لكنه بعث رسائل عديدة لكم منها أنه باق في اليمن ولن ينفذ أحلامكم بالرحيل من البلاد؟
- نحن نحتكم حالياً إلى المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ومثل هذه الرسائل لم تكن تحديا لنا بقدر ما كانت للمجتمع الدولي والدول الراعية للمبادرة الخليجية وهو يحاول أن يجد لنفسه متنفساً ليعود إلى الماضي ولكن هذا صعب المنال.
- هناك اتهامات لكم بأنكم على علاقة وطيدة مع الحوثي.. ما صحة ذلك؟
- من حق أي حزب سياسي داخل اللقاء المشترك أن يقيم علاقاته الثنائية مع أي حزب أو مكون من المكونات الوطنية بشرط ألا تكون هذه العلاقة تخل بروح الوفاق المشترك وهذا الكلام نصت عليه اللائحة المنظمة للقاء المشترك.
- ما هي العلاقة التي تربط شباب الساحات والقيادات المؤيدة لها باللقاء المشترك؟
- هي علاقة ارتبطت بالمعاناة المشتركة والنضال السلمي من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة والقضاء على الظلم والاستبداد والفساد أين كان نوعه ومصدره.
* لكن هناك من يرى أن اللقاء المشترك خطط للثورة وفشل في جني ثمارها بسبب الإقصاء وحب الذات في أوساط قياداته؟
- نعم اللقاء المشترك خطط للثورة وكان شريكا أساسيا فيها ومازال، وقضية جني الثمار لو كان هذا هدفه لما قبل هذه التسوية السياسية التي قبلها من أجل إخراج الوطن مما كان يخطط له بالدخول إلى حرب أهلية.
* لكن التسوية التي قبلتم بها طالبكم بها صالح قبل أن تدخلوا في المعمعة وقبل أن تسيل الدماء وتحديدا في 2فبراير؟
- ومن متى كان صالح صادقاً فيما يقول وفي كل ما يطرح وكان هذا عبارة عن خطاب للمناورة محاولاً به أن يجد فرصة لترتيب أوراقه والدليل على ذلك مراوغته في التوقيع على المبادرة الخليجية وما حدث من تصرفات بحق السفراء في احتجازهم داخل إحدى السفارات.
* إلى أي مدى يمكن أن نقول إن اللقاء المشترك سيظل متماسكا في ظل ظهور أحزاب جديدة ذات توجهات إسلامية وليبرالية تتناقض في التوجه مع أحزب اللقاء المشترك؟
- اللقاء المشترك حالة فريدة توصل إليها العقل السياسي اليمني وهناك من دفع حياته ثمنا لذلك مثل المناضل الشهيد جار الله عمر، رحمة الله عليه، وهذا اللقاء نموذج يفاخر به في الوطن العربي وبالنسبة للأحزاب السياسية الجديدة نأمل منها أن توحد صفها.
* أخيراً.. ما هو مستقبل اليمن والثورة اليمنية؟
- نحن على قدر عال من التفاؤل بالمستقبل لليمن وللشعب اليمني فإن استوفت الثورة كامل أهدافها التي انطلقت من أجلها حينها يكون لليمن مكانه في المستقبل وهذا بإذن الله سيكون ولا تراجع عن تحقيق هذه الأهداف بدون هوادة ومن يساوم على العودة إلى الماضي وتبعاته نقول عجلة التغيير دارت ودماء الشهداء لن تذهب سدى ونحن نضع كل آمالنا في الحوار الوطني الذي سيكون جسر العبور إلى المستقبل وفيه ومن خلاله تتحقق كامل أهداف الثورة الشبابية المباركة.