وائل الحسن تحت عنوان رؤية متجددة .... فكر يتسع للجميع " أقامت القيادة لحزب البعث العربي الأشتراكي بالقطر السوري ندوة فكرية مركزية للحزب يوم 25/4/2009 ناقشت خلالها بعض المنطلقات النظرية للحزب ضمن مشروع البناء والتنمية في المجالات كافة, وتجسيدا لشعار المؤتمر القطرية العاشر وما أقرته مؤتمرات الحزب, وما دأب فى مسيرته على تجديد ذاته وتطوير مناهجه الفكرية والتنظيمية والأجتماعية بما يناسب القضايا الوطنية والقومية ويخدم مسيرة الجماهير, ليواكب تطورات العصر بما يخدم مسيرته ودوره القومي.
تحدث الندوة عن الحاجة لتطوير المنطلقات الفكرية التي أقرها الحزب منذ عام 1963, لتتناسب والتطورات السياسية الراهنة بعد مرور هذا الوقت الطويل على اقرارها, أما الوثيقة المعدة من قبل الباحثين والمثقفين بهذا الخصوص مطروحه للنقاش الواسع والحر بهدف الاستفاده من كل جديد لتطوير عمل الحزب واغنائه, ومن اهم التساؤلات التي برزت هو ما أهمية أن يكون لأي حزب وثيقة فكرية؟ ومايعني ذلك بالنسبة لحزب البعث العربي الأشتراكي.
وتحدث المحاضرون عن دعوة الحزب لمفهوم الوحدة التي أتت تجسيدا لطموحه وسعية الى تجاوز التجزئة, وتجسيدا لشخصية الأمة العربية, واقامة دولتها القومية الواحدة.
وان ظهور فكرة القومية العربية يعود الى أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر , لكن مخاطر التقسيم التي تعرض لها الوطن العربي أسهمت في بروز كيانات قطرية سياسية لكل منها ظروفه ترافق مع وجود فئات حاكمة لها مصالحها الخاصة, والفكرة القومية التي يدعو لها الحزب هي ارادة الشعب العربي بالتحرر والتوحد وتحقيق العدالة الاجتماعية,فالمجتمع العربي يتعرض لمخططات ومشروعات أهمها المشروع الصهيوني الذى يعتبر النقيض للمشروع القومي العربي الوحدوي, ومع هدف الوحدة يحتل مركز الصدارة في عقيدة الحزب , فالفكر القومية والوحدة العربية لاتزالان تلقيان التأييد من الجماهير العربية برغم تراجع التيار القومي.
شددت الندوة على ضرورة المراجعة النقدية لمناقشة تراجع التيار القومي والمد التحرري فى الوطن العربي, ووضع الآليات العملية والواقعية لتحقيق الوحدة مع مراعاة الخصوصية القطرية, وضرورة الانطلاق من صياغة جديدة لمفهوم الحركة القومية والتطوير المناسب لفكر الحزب بما يلبي حاجات العصر , وركزت المداخلات على الحرية والديمقراطية والصلة الوثيقة بين المفهومين , رغم عدم تطابقهما , فيما يعد توفير الحريات شرطا لتجديد المشروع القومي العربي,وكيف تعامل حزبنا مع الحرية وفق متطلبات التحرر الاجتماعي كأولوية, وهذا ما همش الحرية الفردية والشخصية , والضرورة لتحقيق التوازن بين التحرر الوطني والقومي والطبقي والمجتمع والفردي, فلكل مجتمع الحق فى أنتاج ديمقراطية وفق خياراته الحرة, فرؤية البعث للحرية والديمقراطية استندت الى مرتكزات قومية وواقعية وعملية فالحرية والديمقراطية نابعتان من الواقع والبداية فيهما من القرار الوطني السيادي المستقل وان حزب البعث يرى ان القوى الفاعلة فى كل قطر هي الأدري بظروفه , وكيفية النهوض به , وان المناظلين العرب مدعوون للتفكير السياسي والاستراتيجي طويل المدى.
وأشارت الندوة الى ان الملكية الجماعية لوسائل الانتاج لم تثبت صحتها بعد وان الأشتراكية لا تتناقض مع اقتصاد السوق وأن التزامنا لاتعني اطلاقا تمسكنا بالصيغ التي لم تثبت قدرتها على تحقيق أهداف الحزب , كما ركزت مداخلات الرفاق البعثيين والسادة الباحثيين على ضرورة التحليل الموضوعي للبنية العامة للمجتمع لتكون أساسا لمضمون الاشتراكية الجديد وهل الاشتراكية ضرورة أم أنها ترف فكري زائد ؟., وعن ضرورة وضع تعريف محدد للاشتراكية والخروج برؤية مستقبلية خصوصا بعد التحولات التحولات السياسية التي شهدها العالم , وأن يكون لحزب البعث خصوصية فى تطبيق النهج الاقتصادي , وانطلاقا من مكونات الاقتصاد السوري , فالمعنى الحقيقي للعدالة الاجتماعية من وجهة نظر اقتصاد السوق الاجتماعي لايمكن فى عدالة توزيع الدخل القومي , بل في الاجتماعي هم العمال والفلاحون وصغار الكسبة.
وقد طرح الرفاق المشاركين فى الندوة ضرورة ان تلحظ المنطلقات الفكرية للحزب عددا من الأفكار أهمها:
- اعادة بناء مفهوم الوحدة العربية على أساس تدريجي وبمضمون ديمقراطي ومؤسساتي وضرورة ارسال المشروع القومي العربي على فكرة الديمقراطية
- الاعتراف بالخصائص القطرية للدول العربية واعادة بناء العلاقات بين القطري والقومي على أساس الاعتراف بالقطري كمجال ضروري وحيوي لتحقيق الوحدة العربية
- طرح قضية العلاقات التكاملية بين العروبة والاسلام فى أطار الرؤية الثقافية والحضارية.
- اعادةبناء مفهوم الحرية من خلال المضمون الديمقراطي للمشروع القومي والتاكيد علي أهمية الدولة المؤسساتية والمواطن والمجتمع الأهلي والتنوع والاختلاف ضمن اطار المجتمع الواحد.
- التاكيد على أهمية الفكرة الاشتراكية
لقد عكست النقاشات العميقة التي جرت حول الوثيقة الفكرية المقترحة لتطوير بعض المنطلقات الفكرية للحزب حيوية البعث , وأصالة مبادئه , وصوبية مواقفه وتوجهاته , وقدرته الفائقة على النقد والمراجعة والتصحيح , وربط أهدافه بحركة الحياة , واعادة انتاج أساليب متجددة تفضي الى بلورة أهداف الشعب العربي بشكل اكثر فاعلية وتأثيرا فى أطار استراتيجية الثوابت والحفاظ على جوهر مبادئ البعث وصدقية أهدافة وتوجهات الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد
في الأربعاء 28 أكتوبر-تشرين الأول 2009 04:44:43 م